شهد النصف الأول من عام 2025 أداءً قويًا للأسهم تخلله تقلبات حادة بين الارتفاعات القوية والانهيارات، ومع اقتراب العام من منتصفه، تبدو توقعات سوق الأسهم للأشهر الستة المقبلة أكثر تفاؤلًا، لكن المستثمرين الأذكياء سيحافظون على رباطة جأشهم ويترقبون تقلبات غير متوقعة.
من خلال تعليم التداول يمكن متابعة مؤشر ناسداك المركب والذي شهد سلسلة ارتفاعات قوية وهو الآن على بُعد 4% من أعلى مستوياته التاريخية، في غضون ذلك، يتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز أقل من 3% عن ذروته، حيث يسعى إلى إيجاد أرضية دعم عند مستوى 6000 نقطة وهو مستوى نفسي مهم، أما مؤشر داو جونز فإنه بالكاد يحقق أرباحًا حتى يوم الجمعة (13 يونيو)، ولكن بعد ذلك، أدى هجوم إسرائيل على إيران إلى تراجع أسهم الشركات الكبرى في عام 2025، السؤال الآن هو: هل سترتفع أسهم الشركات الكبرى خلال بقية هذا العام، أم ستتراجع؟
توقعات الخبراء لسوق الأسهم
عندما بلغت مخاوف الرسوم الجمركية ذروتها في أبريل، انخفضت مؤشرات الأسهم الرئيسية مثل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة تصل إلى 17.8% في عام 2025، وفي أبريل انخفض مؤشر ناسداك بنسبة تصل إلى 23.4% منذ بداية العام.
وخفّضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (وهي مجموعة من الدول الغنية) مؤخرًا توقعاتها للنمو الاقتصادي العالمي إلى 2.9% لهذا العام و2026، مقارنةً بزيادة قدرها 3.3% في عام 2024، كما تختلف المنظمة بشدة مع البنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا إذ تتوقع تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي من 2.8% في العام الماضي إلى 1.6% في عام 2025 و1.5% في عام 2026.
شهدت أسهم بناء المنازل أداءً سيئًا حتى الآن في عام 2025 مع تذبذب أسعار الفائدة، ومع ذلك، لا تزال تكلفة رأس المال أعلى بكثير مقارنةً بمستوياتها القريبة من الصفر في عام 2020، كما انخفض التضخم ولكن ليس بما يكفي لإقناع البنك الاحتياطي الفيدرالي بإصدار نداء واضح بأن الوقت قد حان لخفض أسعار الفائدة قصيرة الأجل للمساعدة في تعزيز الاقتصاد.
وأخيرا، فإن الارتفاع الحاد الذي شهده سعر الذهب هذا العام وانخفاض قيمة الدولار الأميركي بنسبة 7% استناداً إلى مؤشر الدولار الذي تنشره صحيفة وول ستريت جورنال، قد أشار إلى تراجع طفيف في الثقة في الأسهم والسندات الأميركية.
لا تتجاهل أساسيات السوق
ومع ذلك، قد تُفيد ثلاث نقاط الأسهم وتدفعها في نهاية المطاف إلى مستويات قياسية جديدة.
أولاً: على مدار الثمانية عشر شهرًا القادمة حتى نهاية عام 2026، تتوقع وول ستريت عمومًا استمرار نمو قوي في الأرباح والمبيعات، في ظل هذه البيئة الأساسية المتينة، يكمن السر في تركيز الوقت والمال على الأسهم التي تُحقق أقوى نمو في الأرباح والمبيعات وأعلى قوة نسبية في سوق الأسهم بأكمله، تتعافى هذه الشركات بسرعة من التصحيحات وتنطلق إلى مستويات قياسية جديدة.
ثانيًا: مقارنةً ببعض التقلبات الهائلة التي شهدتها السنوات القليلة الماضية، اتسم سوق السندات بالهدوء التام، فحتى 30 مايو حقق مؤشر بلومبرج الأمريكي المجمع للسندات مكاسب جيدة بلغت 2.5% منذ بداية العام، بينما حقق مؤشر بلومبرج الأمريكي للقروض ذات الرافعة المالية عائدًا ضئيلًا بلغ 0.4%، باختصار يحصل مستثمرو السندات على أرباحهم وأسعار الديون مستقرة.
ثالثًا: قد تُقنع احتمالات إبرام صفقات تجارية بين الولايات المتحدة وأكبر شركائها الاقتصاديين المستثمرين بالتخلي عن استثماراتهم واستثمار المزيد من الأموال في الأصول المالية الأمريكية.